توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 

توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 

توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 

1745916146357 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني  1745916146426 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
الكرد في سوريا قبل الإسلام
بالرغم من توالي الحكومات الدخيلة على ديار الكرد وسعي الكثير منهم إلى القضاء على الوجود الكردي بأساليب شتى غير إنسانية ولكنهم لم يفلحوا بل حافظ الكرد على أصالتهم.
يرى في ذلك أ.سفرستيان في دائرة المعارف الإسلامية(1) ويقول أن الكرد لم يخضعوا للدول المتعاقبة قبل الإسلام وأنهم اكتسبوا الصفات الآرية كاملة أيام الأخمينيين.

        1745916146372 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
أخواتي وإخوتي الكرام : لن أتناول هنا تاريخ أسلاف الكرد الذين عاشوا في سوريا قبل الإسلام كالخوريين والكاشيين والهيتيين والميتانيين والميديين لأنني سأخصص لهم أبحاث خاصة بل سأتناول هنا بعجالة الفترات التي تلتهم.
بعد انهيار الإمبراطورية الميتانية الخورية واحتلال الإمبراطورية الآشورية لدولتهم بالرغم من سياستهم القاسية إزاءهم ولكنهم لن يتمكنوا من القضاء على خصوصيتهم إذ حافظت بعض المناطق والمدن في مختلف أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف ومن بينها المدن الميتانية على استقلالها الذاتي، مثل مملكة “تئيد” – حالياً تل أحمدي جنوب القامشلي – وكان لهذه المدن حظ موفور من الحكم الذاتي المحلي،إذ وجدت بعض الدويلات التي كان ملوكها يحملون أسماء حورية مؤكدة في عهد الملك تجلات بلاسر 1114- 1076 ق.م مثل كيلي تشوب بن كلي تشوب(2) بل يقول في ذلك الأركولوجي جرنوت فيلهلم في كتابه تاريخ الحوريين وحضارتهم : بدراسة الكتابات في المواقع الأثرية في سوريا نجد أن اللغة السريانية غنية باللغة الخورية (الحورية)وتكاد تكون لهجتين في لغة واحدة.

1745916146395 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
تأثر الآراميون بالحضارة المادية للشعب الذي سكن بين ظهرانيه؛ أي الحضارة الخورية والميتانية، وقد انهارت هذه الممالك أيضاً على يد الإمبراطورية الآشورية عام 732 ق.م(3)
تعرضت سورية إلى الغزوات الخارجية منها اسكندر المقدوني وقائده سلوقس وكان جل احداثها تظهر في روزافا وشمال سوريا كونها ذات أهمية استراتيجية وإقتصادية كبيرة وكونها بوابة لليونانيين ذات بعد جيوسياسي نحو الجنوب, وقد ترك وفاة إسكندر المكدوني خلافات بين قواد جيشه ,على أثرها انقسمت المنطقة.

1745916146410-1 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني     1745916146381 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
إثر وفاة الاسكندر المقدوني عام 323 ق.م تحوّلت إمبراطورته المترامية الأطراف إلى ساحة حرب بين قادة جيشه، وأصبحت سورية من نصيب قائده سلوقس الأول – نيكاتور – اعتباراً من عام 312 ق.م، الذي أسّس الدولة السلوقية التي تعرف أيضاً (بالمملكة السورية)، وعاصمتها أنطاكية، وقد سمحت هذه المملكة للعناصر الوطنية والمحلّية بممارسة شؤون حياتها الاعتيادية، ولغتها، وعاداتها، وطقوسها الدينية، حتى قضى عليها القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م، الذي ضمّ سورية إلى الدولة الرومانية، وأطلق عليها اسم ولاية سورية (Provincia Syria)، وقد قسّم الرومان ولاية سورية إلى ثلاث مناطق إدارية هي (السيراستيك Cyrrhestique نسبةً إلى مدينة سيرهوس Cyrrhis ” النبي هوري – شمال إعزاز “، وإفراتيزيا Euphratesia نسبةً إلى الفرات، وخالستيك Kalistik نسبةً إلى نهر الخاليس “القويق”، وكان الفيلق الروماني العاشر المسمى “فريتنسيس” يرابط في مدينة سيرهوس Cyrrhis)، وامتدت الولاية السورية من الفرات حتى مصر(4). ذلك تأكيد على صلة اسم سوريا بأسلاف الكرد وهو النبي هورو (خورو) في منطقة عفرين الكردية ,هذا الاسم الذي تحول في حرف الهاء إلى (س) وصار سورو .علماً حتى اليوم يحدث في اللغة الكردية التحول بين هذين الحرفين مثل هامان وسامان (الصبر)وهودة وسودة (الفائدة)وبين هند وسند وغيرها أسماء كثيرة .

1745916833859 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
بعد موت الاسكندر- كما اسلفنا آنفاً – اقتسم قادة جيشه الثلاثة امبراطوريته فكانت بلاد الشام من نصيب سلوقس نيكاتور فقام بتغيير أسماء الكثير من المدن حلب من حلبا إلى بيروا ومدينة خورو نبي هوري الحالية في جبل الكرد – عفرين إلى سيروس (5).
بعد ذلك أحتل الرومان سوريا ولكن أ. بركات في المصدر الآنف الذكر ( الكتاب) في ص 92يذكر لنا ملاحظة ملفتة عن الازدهار في تلك الفترة ألا وهي أنه في فترة الرومان ساد النظام والسلم من 30 ق.م حتى 70م وتم تصدي للهجمات الفرتية أي الفرثية من شمال سوريا وربطت شبكة من طرق المواصلات منها طريق حلب الذي يمر من الحدود الجنوبية لمنطقة جبل الكرد وطريق اخر يصل هذا الطريق بمدينة سيروس –نبي هوري حالياً.

1745916833875 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني   1745916833889 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
كما أن أ.بركات يورد في ص93 من ذاك المصدر قول مسيو تشالنكو في كتابه القرى المنسية ان سكان منطقة جبل الكرد – عفرين في الفترة الرومانية كانوا يعيشون من أشجار الزيتون بالدرجة الأولى ومن أشجار الكرمة بالدرجة الثانية ولكثرة زراعة الكرمة راجت خمور جبل ليلون وخمور انطاكية والمناطق التابعة لها عن جدارة في العالم. كانت انطاكية وضواحيها والمناطق الجنوبية من جبل الكرد تعيش حالة الترف وكانت تقام في انطاكية عاصمة شمال غرب سورية القديمة الألعاب الالمبية لمدة ثلاثين يوماً. وكذلك عن انتشار الزردشتية في روزافا وشمال سوريا يضيف أ. بركات في المصدر السابق الذكر ص94كانت الزردشتية إلى جانب الوثنية منتشرة وللزردشتية معابد في القسم الجنوبي الشرقي من جبل الكرد في منطقة جبل ليلون.ويقول في في ص95خلال النصف الأخير من القرن الرابع الميلادي انتشر النساكون العموديون في سوريا عامة ومنطقة جبل الكرد خاصة أمثال المار مارون 350م في هذه الفترة كان اغلب سكان منطقة جبل الكرد زردشتيون ووثنيون
وفي ص97 يقول : لقد وقع اكثر من 200 راهب وكهنة وشماسة وثيقة الطاعة وهم يرأسون أديراً وكنائس مختلفة من بقعة تمتد من منطقة قورش(كورش) النبي هوري حتى بلاد أفاميا .لقد انتشرت المناسك والابراج والاديرة في كل من منطقة جبل الكرد والمناطق المحيطة بها وعلى مساحة واسعة تمتد من منبج وكورش شمالاً حتى الجبال اللبنانية جنوباً ومن البحر وجبال الأمانوس غرباً .أما في ص98 يقول : قسم الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الكبير عام 395م الحملة الرومانية الى قسمين شرقي عاصمته اسيتانا وغربي عاصمته روما فدخل جبل الكرد تحت حكم القسم الشرقي .كما أن الامبراطور ارقاديوس قسم سوريا الى تسع ولايات وجعل القسم الشمالي منها الى ثلاث ولايات هي انطاكيا وافاميا ومنبج فكانت منطقة قورش – جبل الكرد تابعة لولاية انطاكيا وشبه مستقلة .

1745916833843 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني   1745916833828 توالي الحكومات قبل الإسلام لم تستطع القضاء على الوجود الكردي في سوريا بقلم المؤرخ برادوست ميتاني 
يقول أ.قرةمان أنه في عام 175 م نصب كاسيوس نفسه قيصراً على روما وكان محبوباً جداً من قبل الشعب وينحدر من أسرة كانت تقيم في مدينة خوروس التابعة حالياً لناحية شرا في عفرين(6). أن قول أ. قرمان يعطينا معلومة قيمة ألا وهي أن ذلك القيصر من روزافا وأن انتماءه العرقي بحاجة إلى البحث وفي كل الأحوال أنه سوري .بالإضافة إلى اسم خوروس هو وما زال كردياُ حيث أن خور يعني الشمس في اللغة الكردية والحرفان الواو والسين لاحقة تضاف إلى الأسماء في اللغة اليونانية والرومانية.
الساسانيون الكرد في سوريا
تنتمي الاسرة إلى جدها ساسان بمعنى ملك الملوك من عشيرة شوانكارا الكردية الكبيرة والمعروفة حتى يومنا هذا بدءاً من روزهلاتى(شرق) كردستان المنتمية إلى الكرد الفيليين اللوريين وهم الذين جعلوا الدين الزردشتي الديانة الرسمية للدولة وكذلك الكتابة بالحروف البهلوية الكردية الأصيلة . وكانت عاصمتهم مدينة مديان نسبة إلى أجدادهم الكرد الميديين وقد اطلق المسلمون على اسم المدينة بعد سيطرتهم عليها اسم المدائن . لقد أخذت الحقائق عن التاريخ الكردي تظهر جلياً مع تفتح الذهن البحثي المختص والوجداني وكذلك مع تزايد البحث الكردي تم التأكيد على كردية الأسرة الساسانية .في ذلك يقول الطبري أن الملك الأشكاني أردوان بعث رسالة إلى أردشير الساساني الذي قام بالثورة عليه : لقد جلبت حتفك أيها الكردي الذي تربى في خيم الكرد ,من اذن لك أن تضع التاج على رأسك (7).في ذلك إشارة إلى معنى اسم عشيرته شوانكارة أي الرعي .علما أن العائلة كانت قد تخلت عن الرعي والخيم وكانت قد صارت في مرتبة الموبدان كمهمة يقومون بها في الدين الزردشتي.كما أن أ.عبدالله قرةمان (8) يقول أن أردشير بن بابكان الساساني ينحدر من نسل كي قباد أي دياكو.
لقد حكم الساسانيون سوريا وبذلك اصبح الكرد سادة لها لقرون عدة من خلال تلك الدولة الساسانية.يقول في ذلك أ.محمد حرب فرزات (9): امتدت الدولة الساسانية من الشرق حتى أطراف الشام. بذلك وقع على عاتقهم مهمة الدفاع عنها في وجه الدخلاء خاصة خلال صراعهم مع الرومان وفي ص 142 يقول من الكتاب ذاته أ.فرزات :وصل شابور في حربه مع الرومان إلى أنطاكية محققاً النصر عليهم في معركة إديسا (الرها) عام 260 م.
لم يتمكن الرومان في حربهم مع الساسانيين من احتلال نسيبين (نصيبين ) في الجزيرة السورية بالرغم من حصارها عام 360 م وكذلك من اقتحام مدينة بازبد جنوب جزيرة بوتان في أقصى شرقي الجزيرة السورية عام 363م . لقد حاولت في البحث عن موقع بازبد تلك أشار لي البعض بأنها تقع غربي مدينة ديركا حمكو.
.احتل الرومان مدينة دارا على مقربة من مدينة عامودا الحالية -والتي يقال بأن المدينة أخذت اسمها من دار أي عامود – ولكن الملك الساساني خسرو برويز تمكن من طردهم منها عام 506م
وفي ص 143 يقول أ.فرزات في كتابه الآنف الذكر تمكن كسرى آنوشيروان من النصر على الروم البيزنطيين عام 540 م ودخول أنطاكيا على العاصي وفي ص 144 يقول وصل خسرو الثاني كسرى برويز سوريا وفلسطين ودخل القدس سنة 611 م . ذلك دليل على حكم الساسانيين الكرد لروزافا وشمال سوريا أيضاً بل حتى فلسطين.
وفي تحرير الكرد الساسانيين سوريا كاملة من الرومان,يقول أ.قرةمان : أن الملك الساساني نوشيروان 526-572 م حارب الامبراطور الروماني جوستنيانوس واخضع غرب كردستان (روزافا) حتى أنطاكية وسوريا لحكمه وأجبر الروم على توقيع معاهدة مذلة لهم(10).
ظل الساسانيون في الجبهة السورية مدافعين عنها ضد الرومان واستمرت حروب عديدة بينهم وبين الرومان أنهكت الطرفين والشعوب وبنتيجتها تحملت روزافا خاصة وسوريا عامة أعباء ذلك وعانت البلاد من ويلاتها إلى درجة الانهيار ومعدومة القوة. فمهد هذا الوضع المتململ المترهل لنجاح قدوم جيوش العرب ومواجهة خصم ضعيف ,في نشر الإسلام في المنطقة منها سوريا وكردستان عام 639م.

المصادر:

1–شاهنامة-ج1-ص9-شرفخان بدليسي
2- مركز الفرات للدراسات فارس عثمان11/05/2018- الخميس , 17 أبريل 2025
3- المصدر السابق .
4- المصدر السابق.
5- يقول أ.مروان بركات في كتاب جبل الكرد –عفرين عبر العصور ––ص91
6- أ.عبدالله قرة مان في كتابه وطن الشمس –ج1- ص203 …
7- الطبري في كتابه تاريخ الأمم والملوك
8- أ.عبدالله قرةمان في كتابه وطن الشمس –ج1- ص207
9- محمد حرب فرزات في كتابه مدخل إلى تاريخ فارس القديم – ص 140
10- أ. عبدالله قرة مان في كتابه وطن الشمس –ج1-في ص 211
25-4-2025م.5-2-2637 كردي

صدى الواقع السوري VEDENG

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك

error: يمكنك فقط مشاركة الخبر VEDENG