معركة المتوسط: تركيا تناور للسيطرة على ثروات الغاز السوري

معركة المتوسط: تركيا تناور للسيطرة على ثروات الغاز السوري

معركة المتوسط: تركيا تناور للسيطرة على ثروات الغاز السوري

في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة في شرق المتوسط، تسعى تركيا لإعادة رسم خريطة النفوذ البحري، متخذة من تجربتها في ليبيا نموذجاً تسعى لتكراره، في محاولة جريئة للوصول إلى حقول الغاز الثمينة التي تتنافس عليها القوى الإقليمية.

حيث يقول خبراء في القانون البحري الدولي: “تواجه تركيا معضلة جغرافية معقدة، فالجزر اليونانية المنتشرة قبالة سواحلها تحرمها من مساحات بحرية شاسعة تعتبرها حقاً تاريخياً لها.” ويضيف: “ما نشهده اليوم هو محاولة تركية لكسر هذا الطوق الجغرافي.”

وفي تحليل للوضع الراهن، يشير الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور حامد الأحمد قائلاً: “تستغل أنقرة حالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة لفرض واقع بحري جديد. إنها تلعب على عدة محاور: سياسي، وعسكري، وقانوني.”

وتواجه التحركات التركية معارضة شديدة من تحالف ثلاثي يضم اليونان وقبرص وإسرائيل.
ويقول مسؤول يوناني رفيع المستوى (طلب عدم الكشف عن هويته): “نحن نواجه محاولات متكررة لتقويض حقوقنا السيادية في المتوسط. هذه المحاولات لن تنجح.”

في المقابل، يؤكد مصدر دبلوماسي تركي أن “بلاده تسعى فقط لحماية مصالحها المشروعة في المنطقة”، مضيفاً أن “الاتفاقيات البحرية القائمة تظلم تركيا وتحرمها من حقوقها الطبيعية.”

وعلى الصعيد الاقتصادي، يحذر خبراء الطاقة من تداعيات هذا الصراع على مشاريع استخراج الغاز. ويقولون بأن: “التوتر المتصاعد يهدد بتأخير مشاريع حيوية وإرباك خطط إمدادات الغاز إلى أوروبا.”

ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح تركيا في تكرار السيناريو الليبي وفرض معادلة جديدة في شرق المتوسط؟ أم أن التحالفات الإقليمية والضغوط الدولية ستحد من طموحاتها؟

خبير استراتيجي يختتم: “نحن أمام معركة طويلة الأمد، تتجاوز مجرد ترسيم الحدود البحرية إلى صراع على مستقبل الطاقة في المنطقة بأكملها.
والتحدي الحقيقي يكمن في إيجاد توازن يحفظ مصالح جميع الأطراف دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.”

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تبقى عيون العالم مصوبة على شرق المتوسط، حيث تتشابك المصالح وتتقاطع الطموحات في واحدة من أكثر المناطق حيوية في العالم.

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك