اعتقالات وتعزيزات عسكرية في السويداء تنذر بتوتر الأوضاع فيها

اعتقالات وتعزيزات عسكرية في السويداء تنذر بتوتر الأوضاع فيها

اعتقالات وتعزيزات عسكرية في السويداء تنذر بتوتر الأوضاع فيها

 

حذرت مصادر اعلامية محلية عن توتر يسود محافظة السويداء، بعد توالي إرسال الحكومة السورية لتعزيزات عسكرية إليها، بعد حوادث اعتقال السلطات الحكومية لشاب من السويداء، ولجوء أبناء المحافظة الى اعتقال ضباط وأفراد من الجيش السوري والقوات الأمنية المتواجدة في السويداء، بهدف إطلاق سراح الشاب المحتجز، في ظل حراك شعبي تشهده المحافظة ضد الحكومة منذ أكثر من 8 أشهر.

وحذرت شبكة “السويداء 24″، من أن تكرار اعتقال الأجهزة الأمنية لمواطنين من السويداء يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة قد تجر المنطقة في أي وقت إلى دوامة عنف.

 

من جهته، قال المحلل السياسي، سامر خليوي، إن الاعتقالات التي تلاحق أبناء محافظة السويداء، سببها الحراك المستمر في المحافظة، رغم محاولات الحكومة السورية الالتفاف عليه بكل الوسائل ومنها المحاصرة الاقتصادية.

 

 وسلطت حادثة إقدام أجهزة الأمن السورية على اعتقال طالب جامعي من محافظة السويداء الجنوبية بـ”شكل تعسفي”، الضوء على المخاطر التي قد يتعرض لها ناشطو الحراك السلمي الذي مضى على انطلاقته أكثر من 8 شهور، وفقا لمحللين ونشطاء تحدثوا إلى موقع “الحرة”.

وبحسب “شبكة السويداء 24″، فإن مجموعات أهلية في المحافظة قد أفرجت، الخميس، عن ثلاثة ضباط من الجيش السوري كان قد جرى احتجازهم ردا على اعتقال الطالب الجامعي، داني عبيد، الذي يدرس في جامعة تشرين بمحافظة اللاذقية الساحلية.

 

وأوضحت المصادر أن الضباط الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم، هم: العميد ركن مازن القصاص، والعميد محمود محمد، والملازم ويس فارس.

 

وكانت المجموعات الأهلية قد أفرجت أيضاً عن العقيد منار محمود، رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء، بعد احتجازه لبضع ساعات من صباح يوم الخميس، نتيجة تدخل وساطات عديدة في سبيل الإفراج عنه.

 

وجاءت تلك التطورات بعد أن داهمت عناصر أمنية تابعة للحكومة السورية حرم السكن الجامعي في اللاذقية، في شهر فبراير الماضي، لاعتقال الطالب، داني عصام عبيد، من غرفته.

 

وكان المحامي السوري، أيمن شيب الدين، قد أوضح في صفحته على موقع “فيسبوك”، أن داني قد تعرض للضرب المبرح أمام رفاقه، وذلك قبل اقتياده إلى فرع الأمن الجنائي في اللاذقية، ومن ثمّ إلى فرع الأمن السّياسي.

 

وبعدها مثل الشاب أمام قاضي التحقيق في اللاذقية، الذي أمر بتوقيفه بجرم (النيل من هيبة الدولة)، وإحالته خلال شهر من التوقيف ليحاكم في محكمة الجنايات باللاذقية.

 

ولفت المحامي المهتم بشؤون المعتقلين، إلى أنه كان قد جرى تفتيش هاتف الطالب الذي احتوى على تظاهرات سلمية ضد الحكومة، مؤكدا أن قاضي التحقيق وقاضي الإحالة قد رفضا جميع طلبات إخلاء السّبيل (إطلاق السراح) التي قُدّمت لهما.

 

وفي حديثه إلى موقع “الحرة”، أوضح رئيس تحرير شبكة “السويداء 24″، ريان معروف، أن المجموعات الأهلية لا تزال تتحفظ على ضابط برتبة عقيد من مرتبات الجيش وثلاثة عناصر من مرتبات فرع أمن الدولة إلى أن يتم إطلاق سراح الطالب يوم الإثنين القادم.

 

وأضاف أن والدة الطالب المعتقل كانت قد تمكنت من زيارته، حيث شاهدت آثار الضرب والتعذيب على جسده، مما أثار غضبا كبيرا في محافظة السويداء، على حد قوله.

 

بحسب سكان السويداء، ولأن الموقع الجغرافي لمحافظة السويداء، في أقصى الجنوب السوري المحاذي للأردن، وعدم ارتباطها بأي معبر حدودي، وباعتبارها محافظة فقيرة غير قادرة على اقامة أي مشروع مستقل، واعتمادها على أموال المغتربين والمحاصيل الزراعية، فإن معظم السكان يضطرون الى الذهب نحو مناطق الحكومة السورية، طلبا للرزق أو الدراسة في إحدى الجامعات، أو للعلاج، وليس انتهاء بضرورة السفر عبر إحدى المطارات في العاصمة أو حلب أو اللاذقية، مما يعرضهم لحالات اعتقال مماثلة لهذا الطالب.

 

كما أوضح الناشط الحقوقي والسياسي “أبو تيمور”، المقيم في السويداء، أن “فقدان الثقة بالسلطة وبنزاهة القضاء أغلق كل أبواب الحلول القانونية والسلمية في وجه المتظاهرين مما أجبرهم على احتجاز ضباط في الجيش السوري والشرطة”.

وأضاف “كان هذا الخيار الوحيد والمُتاح لإطلاق سراح اليافع، داني عبيد، الذي اعتقل بسبب مشاركة منشور في موقع فيسبوك، أي انه لم يُعتقل لارتكابه مخالفة أو جنحة”.

 

وأفادت مصادر محلية بدفع الحكومة السورية ولليوم الثالث على التوالي لتعزيزات عسكرية الى مناطق متفرقة من السويداء.

 

أن تعزيزات جديدة وصلت إلى مدينة السويداء اليوم السبت، قادمة من العاصمة دمشق، وهي عبارة عن حافلات تقل عشرات العناصر، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة.

ومنذ يوم الخميس بدأت الأجهزة الأمنية بإرسال تعزيزات متفرقة إلى محافظة السويداء، تتوزع بعد وصولها على ثكنات أمنية وعسكرية داخل المدينة، منها المخابرات الجوية، والأمن العسكري، وأمن الدولة. ولم تعلن السلطات أسباب إرسال التعزيزات، في ظل انتشار تسريبات متضاربة.

من جانبه أوضح المحلل السياسي سامر خليوي، أن الحكومة السورية لم تستطع أن تفعل في السويداء كما فعلت بالمحافظات الأخرى كون معظم سكانها ينتمون إلى أقلية دينية، وبالتالي لايستطيع اتهام أبناءها بأنهم “تكفيريون وظلاميون”، خاصة وأنه يرفع شعار “حماية الأقليات”.

 

وكالة صدى الواقع السوري-فدنك Vedeng

 

 

 

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك