السقوط الحر للليرة السورية… كيف أدت الأزمات المتتالية إلى انهيار العملة المحلية؟ وما هي أبرز مراحل سقوط الليرة
السقوط الحر للليرة السورية… كيف أدت الأزمات المتتالية إلى انهيار العملة المحلية؟ وما هي أبرز مراحل سقوط الليرة
لا شك أن الأزمة الاقتصادية في سوريا تُعد من أسوأ الأزمات التي شهدها البلد على مدى عقود، فمنذ اندلاع النزاع المسلح في عام 2011، شهد الاقتصاد السوري انهيارًا متسارعًا، تجلى في تدهور قيمة العملة المحلية – الليرة السورية – بشكل غير مسبوق.
هناك عدة مراحل لارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية منذ بداية الأزمة في سوريا في عام 2011كان أبرزها:
المرحلة الأولى (2011-2013):
بدأ سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية في الارتفاع تدريجيًا مع بداية الأزمة السورية في عام 2011. في ذلك الوقت، كان سعر الصرف حوالي 47 ليرة سورية مقابل الدولار، وبحلول عام 2013، ارتفع السعر إلى ما يقرب من 200 ليرة سورية للدولار الواحد.
المرحلة الثانية (2013-2017):
تسارع ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، حيث وصل إلى أكثر من 500 ليرة سورية للدولار بحلول عام 2017، وكان ذلك نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا بسبب استمرار النزاع المسلح.
المرحلة الثالثة (2017-2020):
شهد سعر صرف الدولار مزيدًا من الارتفاع خلال هذه الفترة، حيث وصل إلى ما يزيد عن 3,000 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد بحلول عام 2020، وكان ذلك مدفوعًا بتراجع قيمة الليرة السورية بسبب التضخم المرتفع والتدهور الاقتصادي المستمر في البلاد.
المرحلة الرابعة (2020-2023):
شهد سوق الصرف في سوريا مزيدًا من الارتفاع الحاد في سعر الدولار، حيث وصل إلى أكثر من 6,000 ليرة سورية للدولار الواحد في بعض الأوقات خلال عام 2023.
وقد ساهم في ذلك تفاقم الأزمة الاقتصادية وتأثيرات الجائحة العالمية وفرض العقوبات الدولية على الحكومة السورية.
المرحلة الخامسة ( 2023 – 2024):
بحلول نهاية عام 2023، وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء في سوريا إلى حوالي 14,000 ليرة سورية للدولار الواحد.
أما اليوم فوصل سعر الدولار بالسوق السوداء الى عتبة ال 15200 ليرة سورية.
هذا يعني أن الليرة السورية خسرت ما يقارب 130% من قيمتها مقابل الدولار خلال عام 2023 فقط.
بالمقارنة، كانت الليرة السورية قد خسرت 70% من قيمتها في أواخر عام 2022 مقارنة بمطلع العام نفسه.
كما سجلت الليرة السورية انخفاضًا بنسبة 24% في قيمتها خلال عام 2021.
كما أن هناك عدة عوامل اقتصادية وسياسية رئيسية ساهمت في ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية على مر السنوات:
- الأزمة الاقتصادية والسياسية:
تدهور الوضع الأمني والسياسي في سوريا منذ اندلاع الأزمة عام 2011 أدى إلى انهيار الاقتصاد السوري وتراجع الثقة في الليرة السورية كعملة، هذا أدى إلى زيادة الطلب على الدولار كملاذ آمن. - الإنفاق الحكومي المفرط والتضخم:
لجأت الحكومة السورية إلى تمويل الإنفاق العام عبر طباعة المزيد من الليرات، مما أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات التضخم وتآكل قيمة العملة المحلية. - تراجع الصادرات وانخفاض احتياطيات العملة الأجنبية:
نتيجة النزاع المسلح، تراجعت صادرات سوريا بشكل كبير، مما قلل من تدفق العملات الأجنبية إلى البلاد. كما انخفضت احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية. - فرض العقوبات الاقتصادية الدولية:
تم فرض عقوبات اقتصادية صارمة على سوريا من قبل الغرب والمجتمع الدولي، مما حد من قدرتها على الوصول إلى الأسواق والنظام المالي الدولي، وزاد من الضغوط على الاقتصاد. - الطلب المتزايد على الدولار:
ارتفع الطلب على الدولار بين المواطنين السوريين كملاذ آمن للادخار وإجراء المعاملات التجارية، مما زاد من الضغط على سعر صرف الليرة.
ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في ظل استمرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية المضطربة في سوريا.
حيث يشكل ذلك عبئًا كبيرًا على المواطنين السوريين الذين يعانون من انخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية.
شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :
إرسال التعليق