الكرد في إمارة كلس بعد الجانبولاتيين بقلم المؤرخ : ” برادوست ميتاني ” 

الكرد في إمارة كلس بعد الجانبولاتيين بقلم المؤرخ : ” برادوست ميتاني ” 

الكرد في إمارة كلس بعد الجانبولاتيين بقلم المؤرخ : ” برادوست ميتاني ” 

محطات من التاريخ الكردي في جرابلس شمالي سوريا -ح2
إمارة كلس بعد الجانبولاتيين .

IMG-20250520-WA0144 الكرد في إمارة كلس بعد الجانبولاتيين بقلم المؤرخ : " برادوست ميتاني " 
عندما نعود إلى التاريخ نستخدم المصطلحات الإدارية كما كانت حيث أن معظم منطقة جرابلس الحالية كانت تابعة لإمارة كلس وعرفت بها وكذلك بالنسبة لمنطقة عفرين التي كانت تعرف غالباً بجبل الأكراد.
إمارة كلس وأحياناً كلس وأعزاز معاً أو كليس في الثقافة الكردية هي منطقة عاش فيها الكرد كغيرها من مناطق كردستان عبر التاريخ القديم -وقد تناولنا ذلك سابقاً – ولم ينقطع الكرد منها خلال العصور الوسطى والحديثة وقد أصبحت إمارة أيوبية كردية مع حلب وتحديداً منطقة عفرين ونواحي حارم وشمالي سهل الهمك (العمق بعد التعريب) ممتدة إلى جرابلس شمالأ وكذلك جبل الأكراد.
-كلس في ظل الكرد بين الإمارة وإلغائها
ألحقت كلس بعد الجانبولاتيين في البداية بحلب وألغيت الإمارة وتحولت إلى سنجق ثم قائمقامية ولكن ظلت إدارة منطقة كلس في أغلب الفترات بيد الكرد وذلك لإرضاء الأهالي الذين كان أغلبهم كرد ذوي الجاه والسطوة في جغرافيتهم الكردستانية قبل أن تقسم وتسمى بالأجزاء الملحقة بهم حالياً ,فسلمت حكومة استانا ولاية كلس عام 1620م الى كردي من عشيرة بروارا من الفرع الروباري الذين كانوا ومازالوا في مناطق الروبار من عفرين والقسم الشمالي من جبل ليلون .

IMG-20250520-WA0143 الكرد في إمارة كلس بعد الجانبولاتيين بقلم المؤرخ : " برادوست ميتاني " 
وفي عام 1740م استلم حكم امارة كلس بطال آغا أمير الكنجيين وكانت قلعة باسوطا من المواقع الاستراتيجية لهم ولهم علاقات وثيقة وجيدة مع الازداهيين(الإيزيديون) في منطقة جبل الكرد ولكن العثمانيون بحيلة وغدر منهم حيث اغتالوه مع حارسه وعلي شندي في حلب شمال القلعة(1)
يقول في حكم العائلة البروارية أيضاً اللغوي والمستشرق الفرنسي المهتم بالثقافة الكردية أ. روجير لسكو : بعد مقتل امير كلس علي باشا جانبولات أرسلت استانا عام 1620 كرديا من عشيرة بروارا كان ذو مكانة اجتماعية مرموقة في استانبول لتولي الحكم في كلس ثم انتقل الحكم من بعده الى أولاده وكان حكمها يمتد من كلس ليشمل منطقة جبل الكرد وقد سكنوا قلعة باسوطا و نجحوا بالاستقلال في تلك المنطقة جميعها بما فيها عفرين طوال مئة عام وفي عام 1724 م وصل علي اغا آشك (عاشق)إلى حكم كلس بالوكالة لمدة سنتين ولكن الأهالي ثاروا عليه فأستعان بقوات من حلب وقتل بعض قادتها من أمثال عابدين آغا وأوربارلي أوغلو إسماعيل آغا . (2).
في عام 1747م جعل العثمانيون كلس وإعزاز سنجقاً واحداً ووضعوا عليه الكردي عبدالرحمن باشا الأشقر الذي عرف بالبطش فثار الأهالي من الكرد ومعهم قوميات أخرى منهم التركمان في مناطق حارم والروج ودركوش فقمعهم السلطان. في 1801م استلم حكم كلس مصطفى بك توبال أوغلو ولكن لظلمه قتله الناس فاستلم أومر آغا ال عمو ولكن شخص اخر تمكن من السيطرة على الامارة وهو إسماعيل اغا(آغا معجون).اما اومر اغا الكردي اثار الكرد والشعب وحركهم وهاجم كلس وحاصرها لثلاثة اشهر دون ان يفلح في اقتحامها والسيطرة عليها(3).

IMG-20250520-WA0146 الكرد في إمارة كلس بعد الجانبولاتيين بقلم المؤرخ : " برادوست ميتاني " 
تتالى الكرد على إمارة كلس ففي عام 1752م كان الوالي الكردي عبدالرحمن باشا الأشقروفي عام 1780 محمد آغا الكردي وفي 1787م محمد باشا الدالدابان أوغلو و1801م أومر آغا آل عمو وفي 1810 فضلي آغا(4) .
لسياسة العثمانيين القائمة على فرض الجندية والإتاوات بالإضافة إلى بعض الولاة المتسلطين فأن المنطقة كانت تعيش حالات عديدة ومستمرة من التمردات والثورات بالإضافة إلى عدم انسجام الكرد في خصوصيتهم مع اجراءات السلطنة العثمانية الغريبة عن ديارهم وخاصة بعد ان استفحلت ثورة الكرد النازلين من جبلهم جبل الكرد انسلخت عام 1751م امارة كلس عن ولاية حلب وكذلك انفصلت عنها بيلان عام 1752م وأصبحت مع قرة موت والاسكندرونة وبياس والجبال المحيطة بها وكانت حكومة مستقلة يديرها وجيه من أبناء بيلان (5)ولكن 1880 انهى السلطان العثماني إمارة كلس إدارياً وربطها بولاية حلب جرت في عام 1864م في الشمال السوري تمردات في وجه الدولة العثمانية منها في جبل الكرد وبطلها خليل آغا وفي جبل قازان بطلها يوسف آغا(6). لم تنته حوادث جبل الكرد التابعة حينها لإمارة كلس إلا في عام 1865م بعد أن أعدم خليل آغا شنقاً ويوسف آغا وقطع رأسه وأرسل إلى أستانا .سبب تلك القلاقل أزمة شديدة في حلب وزاد في حالة اضطراب ظلم الضابطية فخافهم الكرد فأنسحبوا إلى جبالهم العصية وانقطعت المواصلات بين أرياف حلب لأن الضابطية قبضوا على 300 دابة من دواب الأهالي .وقد ظل الطريق بين حلب واسكندرونا مهددة حتى أوائل القرن العشرين بالأخطار والسطو على القوافل والتجار(7). انتشرت في المجتمع الكردي ظاهرة الإقطاع وكثر الآغوات اذا كانت لفظة أغا الكردية كثيرة الشيوع في ذلك العصر(8).
-الكرد في الشمال السوري وإبراهيم باشا بن محمد علي باشا المصري
عندما جاء إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر بحملته الى سوريا الذي هو بدوره كردي الأصل و الذي نجح بالحاق هزائم كبرى بالجيش العثماني هزيمة تلوى هزيمة بدءا من دمشق وحماة وحمص وصل الى مدينة كلس ودخلها مستوليا عليها. قبلها كان الحكم في كلس بيد آل عمو كنج وكان بطال اغا الثاني قد جمع حوله الكرد وخاصة الايزديين وموسعا سلطته على منطقة واسعة تمتد حتى اطراف حلب متمسكين بزمام الحكم والأمور.
جعل الوالي المصري العثماني إبراهيم باشا بن محمد علي مقره في انطاكيا ولكي يترقب تحركات الكرد المنتفضة على الدولة العثمانية كان ينتقل بين انطاكيا وحلب وعكا ودمشق حيث قيام انتفاضات في قلاع جبل اللكام وقلعة باسوطا وكلس وغيرها وقد حدث عام 1834م هياج في حلب وبيروت وانطاكيا فعمل إبراهيم باشا علي على قبض كل من يقع في يد جنده لسوقهم الى الجندية ففر الأهالي وتششتتوا وتوقفت الأعمال(9).
حدث خلاف بين بطال اغا الثاني وابراهيم باشا -على عكس والده محمد علي باشا الذي كان يسعى إلى تحسين علاقاته مع الكرد-بعد مجيئه -أي إبراهيم باشا- حول مناطق نفوذه وصلاحيات بطال اغا الثاني فارسل إبراهيم باشا اليه للمجيء الى حلب لاجراء مفاوضات حول تلك الصلاحيات فاعتقله إبراهيم باشا واعدمه مع ولده ايبش وحامل سلاحه علي شندي الذي هو من قرية معراتا وذلك في الاربعينيات من القرن التاسع عشر علما كانت ثمة علاقة حسنة بين بطال اغا ومحمد علي باشا وتوجد اغنية تؤكد ذلك تجسد زيارته الى مصر واللقاء بمحمد علي باشا قبل حملته على سوريا .
بالقضاء على بطال اغا كنج تمكن إبراهيم باشا من القضاء على حكم الكرد في سهل جوما وذلك حتى قدوم دور حج اومر وأولاده (10).
-كلس في ظل عائلة حج أومر الكردية
في عام 1742 م كان حج اومر زعيم عشيرة رشوان مقيما في قرية قوجانلي التابعة لمدينة كلس وقد نال لقب در بك وزعيم بكوية جبل الاكراد وقد خلفه بعد وفاته ابنه حج محمد آغا الذي خلفه ابنه ولي اغا فصار صاحب نفوذ وقوة وثار في وجه حاكم كلس الذي ارسل ضده قوة عام 1832م ففشلت في القضاء عليه مما زاد ذلك من صيته أدى على إصرار الحكومة في القضاء عليه مرارا وتكرارا أدى على عدم تمكن ولي اغا من الاستمرار في المواجهة ففي النهاية توارى عن الأنظار ولكن الحكومة اعفت عنه فدخل في خدمتها مخلصاً فكافأته بحكم كلس ذاتها ,برز خلالها منجزاً وادارياً حتى وفاته في 1853م.
بعد وفاة ولي اغا خلفه ابنه خليل اغا في زعامة العشيرة وفرض هيمنته على المنطقة .بعد تأسيس قائمقامية كلس 1854م عين عليها العثمانيون حبيب باشا قائمقاماً ولك بسبب عدم نجاحه في أداء واجبه لقوة سطوة خليل آغا في وجهه لذا حدث خلاف بينهما فتمرد خليل آغا على الدولة فأرسلت الدولة جيشا ضده ولكنه أستسلم ونفي الى أدرنة ولما تمكن من الهرب والعودة الى مناطق نفوذه في منطقة جبل الأكراد ,حاربته الحكومة من جديد واضطر الى الاستسلام من جديد فاعفي عنه ونفي الى قوزان التابعة لمدينة الصلاحية فتوفي بداء كوليرا سنة 1866 وثمة من يقول بان الدولة العثمانية غدرت به فكان ذلك نهاية دور آل حج أومر في حكم كلس وجبل الأكراد ليظهر دور الكرد بصيغة الاقطاعيين والعشائر .منها عائلات آل شيخ ,آل سيدو ميمى,آل عمو,آل غباري,آل كنج و….وغيرهم التي ظلت صاحبة النفوذ في مناطقها الكردية حتى مجيء الفرنسيين عام 1918م(11).
20-5-2025م.30-2-2637 كردي

المراجع:
1- كتاب جبل الكرد –عفرين عبر العصور -ص129 أ. مروان بركات
2-الوجود الكردي في سوريا :منطقة جبل الأكراد (عفرين) -د.محمد علي عبدو_ص24
3-المصدر السابق – ص25
4- كتاب جبل الكرد –عفرين عبر العصور -ص130
5- المصدر السابق -ص131
6- المصدر السابق -ص 131
7- المصدر السابق – ص132
8- المصدر السابق – ص133
9- كتاب جبل الكرد –عفرين عبر العصور -ص129 أ. مروان بركات- ص 130-
10-الوجود الكردي في شمال سوريا: منطقة جبل الأكراد21-9-2018-ويكيبيديا com. Historyofkurdish
11-الوجود الكردي في سوريا :منطقة جبل الأكراد (عفرين) -د.محمد علي عبدو_ص27و26

صدى الواقع السوري VEDENG

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك

error: يمكنك فقط مشاركة الخبر VEDENG