المشهد السوري: بين التقسيم الفعلي والوحدة المفقودة…أحمد الشرع رئيس على جزء من سوريا فقط

المشهد السوري: بين التقسيم الفعلي والوحدة المفقودة…أحمد الشرع رئيس على جزء من سوريا فقط

المشهد السوري: بين التقسيم الفعلي والوحدة المفقودة…أحمد الشرع رئيس على جزء من سوريا فقط

منذ اندلاع الأزمة السورية، تشكلت خريطة نفوذ معقدة جعلت من السيطرة على البلاد مقسمة بين عدة أطراف إقليمية ودولية.

أحمد الشرع، رغم كونه رئيسًا لسوريا رسميًا، إلا أن سلطته لا تمتد إلى كامل الجغرافيا السورية، بل تقتصر على تسع محافظات فقط، فيما تخضع بقية المناطق لسيطرة قوى مختلفة، تتراوح بين الاحتلال الأجنبي والقوى المحلية المدعومة من أطراف خارجية.

خريطة السيطرة:
سوريا المتشظية توزعت الجغرافيا السورية بين عدة جهات، مما أدى إلى غياب سلطة موحدة على كامل البلاد:

1- مناطق تديرها فصائل مدعومة من تركيا::

عفرين، سري كاني (رأس العين)، وتل أبيض تخضع لسيطرة القوات التركية بشكل مباشر، حيث فرضت أنقرة نفوذها عبر عمليات عسكرية متكررة، مع تغيير ديموغرافي واضح وفرض هيمنتها الاقتصادية والعسكرية.

إدلب، منبج، الباب، وأعزاز أصبحت مناطق نفوذ للفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة، والتي تعمل تحت المظلة التركية ولكن بإدارة ذاتية شبه مستقلة عن الحكومة السورية.

2- مناطق تحت سيطرة إسرائيل:

القنيطرة والجولان السوري المحتل لا يزالان تحت السيطرة الإسرائيلية، مع استمرار النشاطات العسكرية والاستخباراتية لمنع أي تهديدات على الحدود.

3- السويداء خارج السيطرة الحكومية:

السويداء تخضع لسيطرة الفصائل الدرزية المحلية، التي رفضت الانضواء تحت قيادة دمشق، مع وجود توترات أمنية مستمرة.

4- مناطق نفوذ (قسد):

الحسكة، الرقة، ودير الزور تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي تدير المنطقة بشكل مستقل ( ادارة ذاتية) بعيد عن سلطة الحكومة المركزية.

ماذا يعني ذلك لشرعية الحكم؟
واقع هذه الخريطة يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى شرعية السلطة المركزية، إذ إن أحمد الشرع لا يملك السيطرة الفعلية إلا على تسع محافظات، بينما بقية المناطق موزعة بين قوى أجنبية ومحلية متنافسة.
ورغم استمرار الحكومة في التأكيد على وحدة البلاد، إلا أن الحقائق على الأرض تعكس انقسامًا جغرافيًا وسياسيًا غير مسبوق.

في ظل هذا المشهد، تبدو سوريا بعيدة عن إعادة توحيد سلطتها تحت قيادة واحدة في المستقبل القريب.
ومع استمرار الصراع الإقليمي والدولي حول النفوذ، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مستقبل البلاد، وما إذا كان هناك أمل في استعادة السيطرة على كامل أراضيها أم أن التقسيم الفعلي أصبح واقعًا لا مفر منه

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك

error: يمكنك فقط مشاركة الخبر VEDENG