كشف التفاصيل المأساوية في الذكرى الرابعة والستين لكارثة حريق سينما عامودا
كشف التفاصيل المأساوية في الذكرى الرابعة والستين لكارثة حريق سينما عامودا
الذكرى الرابعة والستين الأليمة لحريق سينما عامودا التي كانت في 13-11-1960م
علينا عدم نسيانها بل عقد أنشطة وامسيات وبرامج وأجراء أبحاث عن حقيقتها , ليعرف الكرد وأصدقاؤهم مدى حقد الأنظمة الشوفينية القوموية على وجودهم القومي , بدأً بمحاولتهم في وأد التعلم والفكر اللذين يولدان منذ الطفولة البريئة عند الكرد , وأول ما أفعله بالنسبة لي هو الأن أنشر بحثاً مختصراً عن تفاصيلها بدءاً بالبناء الطيني الهش الذي سقفه من القش ويغطى جدرانه الداخلية القماش المدهون بالصباغ وعليه المازوت , وكذلك المحرك القديم الذي ازدادت حرارته لعمله المتواصل خلال النهار وشريط الفيلم البالي كعوامل مساعدة لازدياد لهيب النيران
وأيضاً كيفية تجميع التلاميذ من مدارس الغزالي والمتنبي وعمار بن ياسر دون تنظيم أو مرافقة تذكر من إدارات مدارسهم وحشو البناء بالأطفال من الخارج إلى أن أصبح عددهم أكثر من خمسمائة طفلاً في غرفة طويلة شبيهة بالكوخ على أبسط تعبير طوله 18 متراً وعرضه 6 أمتار وله بابان وبعض النوافذ الصغيرة العالية , ولا ننسى الفلم المرعب الذي تم عرضه لأولئك الصغار والذي يحمل اسم شبح منتصف الليل والذي كان ريعه مخصصاً بحجة دعم الثورة الجزائرية بالإضافة إلى تعنت وإصرار مدير الناحية مصطفى شعبان الذي أصر على عرض الفلم بالرغم من ذهاب وفود إليه لمرتين دون أن يقتنع على إن المحرك لا يقوى على الاستمرار في تشغيل الفلم بسبب ارتفاع درجة حرارته إلى أن حدثت الكارثة وذهب ضحيتها أكثر من(284) مئتان وأربعة وثمانون طفلاً على أقل تقدير خلال عشرين دقيقة الذين امتلأت سماء عامودا برائحة شواء لحم أجسادهم ما عدا أولئك الأطفال الذين هربوا من الباب الخلفي ووقعوا في البئر الذي كأنه في انتظارهم وقد دفنوا في قبور جماعية بتل شرمولا القريب من المدينة وكذلك قي القرى المجاورة.
أولئك التلاميذ كانوا سيكونون مهندسين ومدرسين وأطباء وسواهم مستقبلاً يخدمون أمتهم ووطنهم
ولولا أصحاب النفوس الشجاعة لكان عدد الشهداء أكبر من ذلك بكثير ونخص بالذكر الشهيد محمد سعيد آغا الدقوري ( أحمدي آغي ) الذي قالوا له وهو بهرول من المقهى نحو السينما أن ولدك نجا من الحريق، فصاح بهم قائلاً إن كلهم أولادي .فتوجه نحو الداخل دون أن تتمكن الشرطة من صده، فحطم النافذة ودخل وتعارك مع النيران المستبدة ثم أنقذ 12 طفلاً حيث يخرج كل مرة وبحضنه طفلان إلى أن انصهر العمود الحديدي للسقف فهوى السقف عليه وأستشهد , وكذلك يادي فريدة ( الأم فريدة هكذا ينادونها منذ الكارثة ) والتي أنقذت سبعة أطفال ,
لقد تعددت الأطراف المسؤولة والمتسببة في الكارثة وهم حكومة الاتحاد بين سوريا ومصر أنذاك برئاسة الراحل جمال عبد الناصر وجهازها المخابراتي من خلال مكاتبه المرعبة للشعب برئاسة المدعو عبدالحميد السراج المخطط لجريمة هولو..كسـ.ـ..تية مدبرة من قبل احد الشخصيات المخابراتية الهت..لرية و الذي هرب من المانيا بعد سقوط النـ.ـ.ا..زيين إلى جزائر ثم صار بحماية تلك الحكومة الاتحادية في دمشق والذي زار الجزيرة واختار عامودا لتنفيذ المجزرة وكذلك مسؤلية مدير الناحية ومحاسب البلدية و مدراء المدارس وأصحاب السينما (شهرزاد ) الذين بإهمالهم تفاقمت الجريمة بالأضافة إلى الأطفائية التي جاءت متأخرة من قامشلو وقد طمرت الأجساد تحت الوحل أثناء إطفاء النيران.
شوهدت جماعة عند تل قريب كانوا يقولون :ان السينما لا تحترق. كأنهم كانوا على علم بها وينتظرون الحريق
مصادري : مجلة الحوار الأعداد 30 – 31 – 36 , جريدة المنار المصرية العدد 2045 وكتاب عامودا تحترق للأستاذ حسن دريعي الذي كان من بين الأطفال الناجين من الحريق
شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :
إرسال التعليق