من وجهة سياحية إلى ثكنة عسكرية: حكاية جبل قاسيون في زمن الأزمات
من وجهة سياحية إلى ثكنة عسكرية: حكاية جبل قاسيون في زمن الأزمات
جبل قاسيون، الذي يطل على مدينة دمشق عاصمة سوريا، يُعد جزءًا من سلسلة الجبال الغربية السورية.
شهد الجبل حركة عمرانية ملحوظة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، تمثلت بظهور أحياء دمشقية معروفة مثل حي المهاجرين وركن الدين وأبو رمانة والشيخ محي الدين.
يُعتبر الجبل من أبرز أماكن التنزه المحيطة بدمشق، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة.
يبلغ ارتفاع قمة جبل قاسيون أكثر من 1150 مترًا عن سطح البحر، وتضم محطة لتقوية البث الإذاعي والتلفزيوني.
على السفح الجنوبي الغربي للجبل، يقع نصب الجندي المجهول، إلى جانب المتنزهات والمطاعم والمقاهي التي تمنح إطلالات رائعة على دمشق وضواحيها، مثل منطقة دُمّر.
الجبل يحتضن معالم أثرية بارزة، منها مغارة الدم أو مقام الأربعين، التي يُعتقد أنها شهدت مقتل هابيل على يد قابيل، وفقًا للأسطورة.
كما توجد قبتان تاريخيتان على الجبل: قبة مرصد قاسيون (قبة السيار) وقبة النصر التي تعرضت للدمار.
قبل الأزمة السورية، كان جبل قاسيون وجهة مفضلة للسياح والمقيمين في دمشق.
لكن مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، حوّل النظام الجبل إلى موقع عسكري استراتيجي بسبب إطلالته المميزة على المدينة.
أُقيمت نقاط أمنية ومدافع استخدمت لقصف أحياء دمشق ومناطق مجاورة مثل الغوطة الشرقية، مما منع السوريين من زيارته لسنوات.
إلا أن الوضع تغيّر بعد الإطاحة بالنظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وأصبح الطريق إلى قمة الجبل مزدحمًا مجددًا، خاصة خلال المساء وعطلات نهاية الأسبوع, تحوّل المكان إلى ملتقى للعائلات والأصدقاء الذين يستمتعون بجمال المنظر، رغم برودة الطقس.
مؤخرًا، زار القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قمة الجبل واحتسيا الشاي، حيث وصف نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، التجربة بأنها “لحظة استثنائية”.
كما تُسيّر قوات الأمن دوريات في المنطقة للحفاظ على النظام، بينما يمكن رؤية الجنود يستمتعون باستراحاتهم ويتناولون الشاي، في مشهد يعكس عودة الحياة إلى الجبل.
شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :
إرسال التعليق