روسيا تفشل في تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية في سوريا
روسيا تفشل في تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية في سوريا
في تقرير لـ “مركز الحوار السوري”، بعنوان “مستقبل الحضور الروسي في الشرق الأوسط والملف السوري”، حيث يستعرض هذا التقرير محدّدات السياسة الكلية الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط، مع بيان خصوصية سوريا في هذا الإطار، ثم يتطرّق إلى استعراض العلاقات الروسية – التركية، والحرب الروسية – الأوكرانية وتأثيرها إزاء سوريا.
ورأى “مركز الحوار السوري”، أن روسيا “فشلت” في تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على المدى الطويل، من وراء تدخلها العسكري في سوريا، رغم إحكام قبضتها على الملف السوري، والإقرار الضمني من الغرب بأن سوريا “منطقة نفوذ روسي”.
وقال المركز في تقريره، إن روسيا غير قادرة على فرض تسوية تلبي أهدافها في سوريا، وإن “ما نجحت به فقط هو وضع عقبات وخلق صعوبات، لأن سياساتها لا تمتلك ما يكفي من روافع، وقدرتها على التأثير محدودة نسبياً، حتى على حلفائها”.
واعتبر التقرير أن تحليل محددات السياسة الروسية تجاه الملف السوري على المستوى الاستراتيجي يجعل من مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، “ورقة قابلة للمساومة” إذا اضطرت موسكو لذلك، مقابل الحفاظ على نفوذها كهدف “يقع في صلب العقيدة الجيوسياسية الروسية”.
فضلاً عن أن روسيا لا يمكنها إخراج الحكومة السورية من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بها، ولا تستطيع تحمل أعباء عملية إعادة الإعمار، وجذب أطراف دولية وإقليمية للإسهام فيها بفاعلية؛ مما سيفرض عليها عاجلاً أو آجلاً تداول تصورات لمرحلة ما بعد الحكومة ببنيتها الحالية.
وأشار إلى أن طابع علاقاتها مع تركيا وإيران كونهما شريكتين في مسار “سوتشي- أستانا” لا يزال يتسم “بأنه نوع من التعاون على أرضية التنافس والتباين بدرجة متفاوتة، يحمل في طياته احتمال نشوء صراعات مستقبلاً”.
وأوضح لتقرير أن الملف السوري اختباراً صعباً للعلاقات الروسية التركية، تطلّب عمليات مساومة معقدة لمنع حصول مواجهات مباشرة، وللحفاظ على قنوات الاتصال بين موسكو وأنقرة.
ورغم التقارب الذي حصل بين تركيا وروسيا بعد عام 2016 في الملف السوري، إلا أن العلاقات بين البلدين ما زالت سمتها الرئيسة تنافس متفاوت في وتيرته، يعمل الطرفان كي يبقى مرناً ومنضبطاً على أرضية تقاطع المصالح بينهما؛ تضيق هذه الأرضية أو تتسع في الحالة السورية تبعاً للعلاقات التركية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعلى ضوء سعي أردوغان بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى إيجاد توازن أفضل بين علاقات بلاده مع روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والغرب من جهة أخرى، وقد تشهد السياسات التركية إزاء الملف السوري نوعاً مختلفاً من التكتيكات بهدف انتزاع مكاسب على حساب روسيا في حال استطاعت أنقرة الوصول إلى نقطة التوازن المطلوبة.
ولفت التقرير إلى أن الحرب الأوكرانية أضفت المزيد من التعقيدات أمام السياسة الروسية في سوريا، ومن شأنها أن تؤثر سلبياً تبعاً لمجريات الحرب ومآلاتها، إلى جانب إمكانية حصول تحولات أمريكية وإقليمية إيجابية في الموقف من الملف السوري للضغط على موسكو.
وكالة صدى الواقع السوري-فدنك Vedeng
شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :
إرسال التعليق