أغصان الزيتون تئن: معاناة قرى عفرين تحت وطأة الاحتلال

أغصان الزيتون تئن: معاناة قرى عفرين تحت وطأة الاحتلال

أغصان الزيتون تئن: معاناة قرى عفرين تحت وطأة الاحتلال

 

في ظلال أشجار الزيتون العتيقة التي طالما كانت رمزاً للسلام، تتصاعد صرخات الألم والظلم في قرى عفرين، هذه المدينة السورية التي كانت يوماً واحة للتعايش، باتت اليوم ساحة لممارسات قمعية تمارسها الفصائل المسلحة التي تسيطر عليها.

“كنا نعد حبات الزيتون لنبيعها، أما اليوم فنعد الأتاوات التي نُجبر على دفعها،” يقول أبو محمد، أحد مزارعي الزيتون في قرية قريبة من عفرين، صوته يختنق بمرارة وهو يروي كيف تحولت مواسم قطف الزيتون من أوقات للفرح والعمل الجماعي، إلى كابوس من الابتزاز والتهديد.

الفصائل المسلحة، التي تدعي حماية المدنيين، فرضت نظاماً من الجباية الإجبارية على أشجار الزيتون، كل شجرة باتت تحمل ثمرتين: واحدة للمزارع، وأخرى للمسلحين، “إنها سرقة بغطاء شرعي،” يعلق أحد الشيوخ المحليين، رافضاً الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام.

ولم تقتصر معاناة الأهالي على نهب محاصيلهم، فعندما ارتفعت الأصوات احتجاجاً على هذه الممارسات، قوبلت بالقمع والترهيب. “حاولنا التظاهر سلمياً، لكنهم واجهونا بالسلاح،” تقول السيدة (ع.ص) إحدى نساء القرية، “أصبحنا نخشى حتى على أطفالنا من اللعب في الشوارع.”

في ظل هذا الواقع المرير، تحولت أشجار الزيتون من مصدر للرزق والفخر إلى عبء ثقيل, بعض المزارعين بدأوا يفكرون في قطع أشجارهم، في مشهد يعكس عمق المأساة, “الشجرة التي زرعها جدي قد أقطعها بيدي… إنه ألم لا يوصف،” يقول شاب في العشرينات من عمره.

رغم كل هذا، يبقى الأمل حياً في قلوب أهالي عفرين, “سنبقى هنا، متجذرين في أرضنا كأشجار الزيتون،” تؤكد إحدى المسنات. “فمهما طال الليل، لا بد للفجر أن يطل.”

تبقى قصة عفرين وقراها شاهداً حياً على معاناة إنسانية عميقة، وتذكيراً صارخاً بأن ثمار الحرية غالباً ما تنضج على أغصان التضحية والصمود.

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك