واشنطن تصفع أنقرة: تمديد عقوبات قيصر وتعزيز نفوذ قسد
واشنطن تصفع أنقرة: تمديد عقوبات قيصر وتعزيز نفوذ قسد
في تطور دراماتيكي يعكس تعقيدات المشهد السوري، وجهت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من الضربات الدبلوماسية والاقتصادية لتركيا خلال الأسبوعين الماضيين، كان أبرزها تصديق الكونغرس على تمديد قانون عقوبات قيصر على سوريا حتى عام 2029.
وفي خطوة أثارت حفيظة أنقرة، خصص القرار الأمريكي دعماً مباشراً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في وقت كانت فيه تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة عبر السيطرة على سدود سوريا الرئيسية في الطبقة وتشرين.
وأضاف مصدر دبلوماسي مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته، أن المحاولات التركية لإنشاء قاعدة عسكرية في كوباني بذريعة حماية مقام سليمان شاه قوبلت برد أمريكي حاسم، تمثل في دعم مبادرة القائد العام لقوات قسد، الجنرال مظلوم عبدي، بإعلان كوباني منطقة منزوعة السلاح تحت إدارة مدنية وحماية أمريكية.
وفي الجانب الاقتصادي، تأتي هذه التطورات لتقوض الخطط التركية التي كانت تستهدف الاستفادة من رفع العقوبات عن سوريا والحصول على نصيب الأسد من عقود إعادة الإعمار، في محاولة لإنعاش اقتصادها المتعثر.
ويرى العديد من المحللين الاقتصاديين أن “هذه التطورات تشكل ضربة موجعة للاقتصاد التركي الذي يعاني أصلاً من تحديات جمة، وتغلق نافذة مهمة كانت أنقرة تعول عليها للخروج من أزمتها الاقتصادية.”
وتشير التقديرات إلى أن تمديد عقوبات قيصر سيؤثر بشكل مباشر على خطط إعادة التطبيع الاقتصادي بين تركيا وسوريا، مما يضع المزيد من الضغوط على الليرة التركية التي تشهد تراجعاً مستمراً.
وفي ختام المشهد المتصاعد، يبدو أن واشنطن تسعى لإعادة رسم خريطة النفوذ في شمال سوريا، متجاهلة المخاوف التركية وطموحاتها الاقتصادية في المنطقة.
شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :
إرسال التعليق