التخفيضات الأمريكية للمساعدات الإنسانية تهدد استقرار مخيمات في شمال شرق سوريا

التخفيضات الأمريكية للمساعدات الإنسانية تهدد استقرار مخيمات في شمال شرق سوريا

أفادت مصادر إنسانية ودبلوماسية أن القرارات الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن تقليص تمويل المساعدات الخارجية بدأت تؤثر سلباً على الوضع الإنساني في مخيمي “الهول” و”الروج” في شمال شرق سوريا، اللذين يضمان عشرات الآلاف من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “داعش”.

آثار تجميد المساعدات الأمريكية

وفقاً لمصادر تحدثت لوكالة رويترز، فإن تجميد التمويل الأمريكي إلى جانب التغييرات في طاقم الموظفين أثر بشكل ملموس على عمليات توزيع المساعدات والخدمات الأساسية في المخيمين. تضم هذه المخيمات أشخاصاً فروا من المناطق التي شهدت المعارك الأخيرة ضد تنظيم “داعش”.

تداعيات محتملة ومخاوف أمنية

كشف مصدران رئيسيان في المجال الإنساني، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن التغيرات المفاجئة في تدفق التمويل الأمريكي دفعت المنظمات العاملة في المنطقة إلى وضع خطط طوارئ تحسباً لعدة سيناريوهات خطيرة، منها:

– انتشار الأمراض بين قاطني المخيمات
– اندلاع أعمال شغب وعنف داخل المخيمات
– محاولات من تنظيم “داعش” للوصول إلى الأشخاص المحتجزين وتحريرهم

تأكيد أمريكي على عدم استمرار المساعدات

هذا وأكدت دوروثي شيا، القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، أن المساعدات الأميركية لإدارة مخيمات شمال شرق سوريا، التي تضم سجناء مرتبطين بداعش، “لا يمكن أن تستمر إلى الأبد

وحثّت الدول على استعادة مواطنيها المحتجزين هناك، بينما حذّرت “هيومن رايتس ووتش” من تدهور الأوضاع في مخيمَي الهول وروج بسبب تجميد المساعدات الأميركية. ورغم المطالبات المتكررة، ترفض معظم الدول استعادة رعاياها

تحذيرات من انهيار الوضع

وفي تحذير خطير، أفاد أحد المصادر بأنه “في حال استمرار تجميد التمويل، ستتوقف جميع الأنشطة باستثناء الحراسة الأمنية للمخيمات. هذا سيؤدي على الأرجح إلى اندلاع أعمال شغب جماعية ومحاولات هروب، مما قد يفتح المجال أمام تنظيم داعش لاستعادة أنصاره المحتجزين”.

وفي 24 يناير/كانون الثاني، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أمرا بوقف العمل ببلومونت، وهي مجموعة إغاثة إنسانية مقرها فرجينيا مسؤولة عن إدارة اثنين من معسكرات الاعتقال التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهما الهول والروج.

وأثار التوقف المفاجئ عن الخدمات حالة من الذعر في المخيمات بعد أن لم يحضر عمال الإغاثة إلى العمل.

بعد ثلاثة أيام ، حصلت منظمة بلومونت على إعفاء لمدة أسبوعين من تخفيضات المساعدات ، والتي ستنتهي يوم الاثنين ما لم يتم تمديدها.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس يشهد فيه شمال شرق سوريا تحولات أمنية وسياسية معقدة، مما يثير مخاوف من تداعيات إنسانية وأمنية واسعة النطاق قد تتجاوز حدود المنطقة.