العراق يكثف جهوده الدبلوماسية لتجنب شبح الحرب

في خضم التوترات المتصاعدة في المنطقة، يسعى العراق جاهدًا للنأي بنفسه عن دائرة الصراع المحتمل، وسط مخاوف من تحوله إلى ساحة حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية.

السوداني يقود حملة دبلوماسية مكثفة

كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد كثف من اتصالاته الدبلوماسية مع عدة دول أوروبية، حاثًا إياها على لعب دور فعال في تخفيف حدة التوتر في المنطقة.

وتأتي هذه التحركات في أعقاب حادث مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في الجولان المحتل.

الفصائل العراقية تنفي مسؤوليتها

في تطور لافت، نفت الفصائل الموالية لإيران في العراق مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب “سيد الشهداء”: “لم نعلن عن تنفيذ عملية الجولان… ولو نفذناها لأعلنا عنها”, هذا النفي يأتي وسط تكهنات واسعة حول الجهة المسؤولة عن الهجوم.

تفويض واسع للسوداني

وفي خطوة تعكس خطورة الموقف، علمت “الشرق الأوسط” أن قوى “الإطار التنسيقي” الشيعية قد منحت السوداني تفويضًا واسعًا للقيام بما يلزم لحماية العراق من أي ضربة محتملة.

وتشير المصادر إلى مخاوف من أن تتجاوز أي ضربة إسرائيلية محتملة مقرات الفصائل لتطال منشآت حيوية في البلاد.

تحذيرات من التورط في الحرب

في السياق ذاته، حذر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي من مغبة توريط العراق في حرب إقليمية. وتشير تقارير إلى أن العبادي قد نقل رسالة من قوى “الإطار التنسيقي” إلى السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوسكي، تطالب واشنطن بممارسة ضغوط على إسرائيل لتجنب استهداف منشآت تابعة للدولة العراقية.

يرى محللون أن الموقف العراقي الحالي يعكس حساسية الوضع الإقليمي وتعقيداته.

فمن جهة، يسعى العراق للحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، ومن جهة أخرى، يحاول تجنب أن يصبح ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.