ترامب أم هاريس؟ تأثير الانتخابات الأمريكية على الصراع في الشرق الأوسط وهل يتغير الموقف الأمريكي تجاه الأسد وإيران وشمال شرق سوريا

ترامب أم هاريس؟ تأثير الانتخابات الأمريكية على الصراع في الشرق الأوسط وهل يتغير الموقف الأمريكي تجاه الأسد وإيران وشمال شرق سوريا

ترامب أم هاريس؟ تأثير الانتخابات الأمريكية على الصراع في الشرق الأوسط وهل يتغير الموقف الأمريكي تجاه الأسد وإيران وشمال شرق سوريا

 

تشير الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية، المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر 2024، إلى احتمال حدوث تغييرات ملحوظة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، بناءً على نتائجها.

يتنافس في السباق نائبة الرئيس كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي والرئيس السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، ولكل منهما رؤية مختلفة تجاه قضايا المنطقة، بدءاً من الملف الإيراني وصولاً إلى القضية الفلسطينية.

 

تأثير فوز كامالا هاريس

إذا فازت كامالا هاريس، يُتوقع أن تستمر في نهج مشابه للرئيس الحالي جو بايدن في الشرق الأوسط، والذي يسعى إلى تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل ومعالجة التوترات مع الدول العربية.

على صعيد إيران، يُرجح أن تعيد هاريس إحياء الجهود لإعادة الاتفاق النووي، مما قد يفتح باب التهدئة في بعض ملفات المنطقة مثل العراق وسوريا، لكن هذا قد يثير قلق بعض حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الذين يرون في السياسة الإيرانية تهديدًا إقليميًا.

كما يمكن أن تحافظ هاريس على موقف حذر تجاه التصعيد في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لتفادي التداعيات السلبية التي ظهرت مؤخراً إثر دعم إدارة بايدن لإسرائيل خلال النزاع مع غزة.

 

تأثير فوز دونالد ترامب

في حال فاز ترامب، من المتوقع أن تشهد المنطقة عودة إلى سياسات أكثر دعمًا لإسرائيل، بما يشمل توسيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.

كما يحتمل أن ينتهج موقفًا أكثر حزمًا تجاه إيران، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات، خصوصًا مع معارضته للاتفاق النووي.

في ملف العلاقات الأمريكية-الخليجية، من المحتمل أن يعزز ترامب التعاون الاقتصادي والأمني مع دول الخليج لاحتواء النفوذ الإيراني والصيني المتزايد، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الاصطفافات الإقليمية.

 

فيما يخص الملف السوري، يتوقع أن يختلف التأثير حسب المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

في حال فوز كامالا هاريس، قد تسعى الإدارة الديمقراطية لمواصلة استراتيجيات مشابهة لإدارة بايدن، والتي تركز على احتواء التصعيد وتجنب الانخراط العسكري المباشر.

 كما يمكن أن تواصل السعي نحو تقليص النفوذ الإيراني دون الدخول في مواجهة مباشرة، لكن هذا النهج قد يُبقي وضع الصراع السوري على حاله، دون تقدم حقيقي نحو تسوية سياسية شاملة.

في حال فوز دونالد ترامب، فقد يتبنى سياسة أكثر حزمًا تجاه إيران بهدف تقليل نفوذها في سوريا، وربما يضغط من خلال عقوبات أشد على الأسد.

ترامب يميل للانسحاب العسكري الأمريكي من المنطقة، ولكنه قد يدعم جهودًا اقتصادية وسياسية لعزل الحكومة السورية، خاصة إذا شكلت تهديدًا على حلفاء أمريكا.

يعكس موقف ترامب السابق تجاه سوريا، حين أعلن انسحاب القوات الأمريكية عام 2018، توجهًا لتقليص التدخل المباشر، إلا أن استراتيجيته قد تستهدف عرقلة توسع النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة.

اما فيما يخص بشمال شرق سوريا

تشير التحليلات وبحسب الواشنطن بوست, إلى أن نتائج الانتخابات الأمريكية 2024 قد يكون لها تأثير كبير على مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سوريا، حيث يعتمد استقرار هذه المناطق بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي من الولايات المتحدة.

إذا فاز دونالد ترامب، فمن المتوقع أن يتبنى سياسة تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وهو ما قد يشكل ضغوطًا على قسد في مواجهة تهديدات متعددة، خاصة من قبل تركيا.

وقد يؤدي انسحاب جزئي أو كامل للقوات الأمريكية إلى زيادة نشاط الفصائل المدعومة من تركيا في شمال شرق سوريا، مما قد يعرض المناطق الكردية وحلفاء الولايات المتحدة هناك لتحديات أمنية كبيرة.

أما إذا فازت كامالا هاريس، فمن المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم لقسد لمواجهة تنظيم “داعش” والحد من النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة.

قد تسعى إدارة هاريس لتطوير علاقة مستقرة مع الأكراد عبر الحفاظ على وجود عسكري محدود ودعم سياسي، بهدف احتواء نفوذ القوى الإقليمية المنافسة ودعم الاستقرار المحلي، مما يمنح قسد بعض الأمان في مواجهة تهديدات تركيا والحكومة السورية.

بالتالي، فإن نتائج الانتخابات ستحدد بشكل كبير مستقبل الوجود الأمريكي في هذه المناطق، وتأثير ذلك على الحلفاء المحليين مثل قوات سوريا الديمقراطية، وقدرتهم على الحفاظ على الاستقرار في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.

بغض النظر عن الفائز، يتفق الخبراء على أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ستظل تميل إلى حماية المصالح الأمريكية المباشرة، مثل مواجهة النفوذ الصيني والروسي، مع التوجه إلى تخفيف الانخراط العسكري المباشر في النزاعات المحلية.

وستظل الأولويات الأمريكية في سوريا مرتبطة بمكافحة الإرهاب، وتوازن القوى الإقليمية، مع تقليل التورط العسكري المباشر، مما قد يبقي الصراع دون حلول جذرية.

شارك الخبر على التواصل الاجتماعي :

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك